نعمة الله نابعة من جوهره الخاصّ «القوت اليومي

عندما تتحوّل إنسانيّتنا إلى ناسوت المسيح،

المتّحد بألوهته بلا اختلاط،

نصير نحن أيضاً "أبناء الله".

ولا يعني هذا أنّنا نستطيع كبشر أن نصير أبناء طبيعيّين لله،

أي أن نرث الطبيعة التي يعطيها الآب أزليّا للإبن والرّوح القدس،

لكن امتلاؤنا من الرّوح القدس يوصلنا إلى الإبن،

ومن الإبن إلى الآب،

فنكون أهلاً لشرف البنوّة العظيم.

 

عندما يتّحد الله بالإنسان ويسكن فيه،

 يحصل تغيّر في الإنسان،

فإتحاد الإنسان بالله هو إتّحاد بـ "النّعمة".

والرّوح القدس كان حاضراً بشكل "شخصيّ"،

عند اجتماع التّلاميذ في اليوم الخمسين،

إذ نزل ليبقى معهم إلى الأبد.

لكن ما أُعطيَ للتّلاميذ لم يكن شخص الألوهة نفسه،

بل القوّة الإلهيّة ونعمة الرّوح القدس.

 

فما أُعطيَ للتّلاميذ لم يكن شيئاً خلقه الله في تلك اللحظة،

كما يفعل الصّناعيّ أو الفنّان الذي يقدّم إلى الآخرين هديّة من صنعه.

"نعمة" الله ليست مخلوقة،

بل نابعة من جوهره الخاصّ،

أي أنّها أزليّة وغير مخلوقة،

لذلك يستطيع البشر الإتّحاد بالله،

المثلَّث الأقانيم فيصيروا أبناءً له،

لا بحسب الطبيعة، بل على أساس نعمة التّبنيّ المُعطاة لهم.