نَشيدٌ مُدْهِش ! «القوت اليومي

 

 

 

نَشيدٌ مُدْهِش !

 

 

رَنيمُ نَشيدِكَ أذْهَلَني، يا ابْنَ الله !

 

أطْلِقْهُ فِيَّ ألْحاناً غَنِيَّةً مُذْهِلَة !

 

قِصَّتُكَ ألْهَمَتْني أنْ أنْقُلَها إلى السّامِعين،

 

هَبْ لِكَلِمَتي وَجْهَ نُورٍ يُظْهِرُ جَمالَها !

 

 

 

يَحارُ بِكَ العَقلُ، يَنْطِقُ بِكَ الفَمُ، يا مَنْ لا تُدْرَك !

 

يَتأمَّلُكَ الفِكْرُ، يُصَوِّرُكَ النَّشيدُ، أيُّها الجَمالُ كُلُّهُ !

 

أسْكُبْ مِنْ رَحْمَتِكَ على شَفتَيَّ، فتُحَدِّثا عَنْكَ،

 

أفِضْ مِنْ روحِكَ على لِساني، فيَتَرَنّمَ بِعَظَمَتِكَ !

 

 

 

سَهْلٌ عليكَ أنْ تَتَصاغَرَ، وَقديرٌ على أنْ تُعَظِّمَ مَنْ يُلازِمُكَ،

 

يا ابْنَ سَيِّدِ الكُلّ، عَظِّمْ كَلِمَتي بِمُلازَمَتي لِنَشيدِكَ !

 

لَكَ، رَبِّ، العَظَمَةُ، وَلَكَ الصِّغَر،

 

لأنّكَ الإلهُ والإنسانُ مَعاً، وإنّكَ الكُلُّ مَعَ الكُلّ !

 

 

 

إنَّكَ مَعَ والِدِكَ، لَهُ، وَنَظيرُهُ،

 

وَإنَّكَ مَعَنا، لَنا، وَنَظيرُنا.

 

ما أعْظَمَ تَجَلِّيكَ، ما أمْجَدَ أنْ تُنْشَدَ، وما أبْهى قِصَّتَكَ !

 

جَميعَ الأفواهِ، لو حَدَّثَتْ، لا يَسَعُها أنْ تُوَفِّيَكَ المَجْد !

 

 

 

 

قِصَّةُ الابْنِ أرْفَعُ مِنَ التَّفْسير،

 

وَنَشيدُهُ المُدْهِشُ أسْمَى مِنَ الكَلِمَةِ وَاللِّسان !

 

الحُبُّ، الحُبُّ وَحْدَهُ  يَجْرُؤُ على الكلام،

 

لِأنَّهُ يَسْتَطيعُ أنْ يُجاهِرَ بِكُلِّ شَيْء.

 

 

 

بالحُبِّ أسْلَمَ الآبُ ابْنَهُ، لِيَكونَ ذَبيحَة،

 

عَنِ الخَطَأة، وَتَلْقى فيهِ الغُفْرانَ الخَليقةُ كُلُّها.

 

الحُبُّ قادَ الابْنَ إلى القتْلِ والصَّلْب،

 

وبالحُبِّ رَضِيَ الابْنُ أنْ يَحْمِلَ آلامَ العالَمِ بأسْرِهِ !

 

 

 

والحُبُّ ألزَمَ الابْنَ أنْ يَأتيَ لِلتَّواضُعِ والهَوان،

 

وَيَتَحَمَّلَ الأوجاعَ وأهْوالَ الصَّلْب.

 

وبالحُبِّ شاءَ أنْ يُظْهِرَ مَجْدَهُ على الجَبَل،

 

فَيَمْلأَ تلاميذَهُ دَهْشَةً، ثُمَّ يَتَألّم !

 

 

 

كونُ رَبِّنا قد أظْهَرَ مَجْدَهُ على الجَبَل

 

حَرَّكَ فِيَّ النَّشيد، بِحُبٍّ عَظيمٍ، لِأُحَدِّثَ

 

عَنْ تَجَلّي موسى وَإيليّا مَعَ رَبِّنا،

 

وَعَنِ الكلامِ الذي قالَهُ لَهُ النَّبِيَّانِ هُناك !

 

 

 

 

 

(الملفان مارِ يَعْقوبَ السَّرُوجِيّ

من أباء الكنيسة توفي عام 521)