هو روحٌ واحدٌ وغير منقسم «القوت اليومي

 

 

لماذا تدعى نعمة الرّوح القدس ماء؟

ذلك أنّ الماء يساهم في جوهر كلّ الأشياء،

فالماء يسري في النبات والحيوان.

إنّ ماء المطر تهطل من السّماء،

تأتينا واحدة في طبيعتها، لكنّها تفعل بطرقٍ شتّى.

 

كانت عين ماء واحدة تسقي الفردوس،

وهكذا يهطل المطر الواحد عينه في العالم أجمع،

وإذا به يتحوّل أبيض في الزّنبقة وأحمر في الوردة،

متنوّعاً مختلفاً في مختلف أنواع الأشياء.

فهو في النخلة غيره في الكرمة،

إنّه كلّ شيء في كلّ شيء،

مع كونه واحداً في ذاته،

لا يصيبه في جوهره أيّ تغيّر.

 

إنّ المطر إذ يهطل هكذا،

ويتّخذ هذه الحالات المختلفة، لا يغيّر حاله الخاصّة،

بل هو يلائم ذاته وفق كيان الأشياء التي تتقبّله،

ويصير المطر ما يوافق كلّ شيء.

 

هكذا الرّوح القدس،

وهو روحٌ واحدٌ وغير منقسم،

يوزّع النّعمة على كلّ واحد كما يشاء،

وكما أنّ الجذع اليابس إذا تشبّع ماء ينبت بذوراً،

هكذا النفس الخاطئة،

إذ تؤهّلها التوبة لموهبة الرّوح القدس، تحمل أثمار البّر.

 

القدّيس كيرلس الأورشليميّ