هو موجودٌ من حيث الجوهر «القوت اليومي

 

ليس الرّوح القدس غريباً عن طبيعة الآب،

فهو يأتي من جوهره،

أي أنّ كلاهما من جوهر واحد.

ينبغي الإعتراف، بتقوى،

أنّ الرّوح القدس موجودٌ في الطبيعة الإلهيّة البسيطة وغير المركّبة،

لأنّ كلمة الله ليس أدنى من كلمتنا.

ولا يجوز أن نعتبر الرّوح القدس غريباً يدخل إلى الله من الخارج،

كما يحدث بالنسبة إلينا نحن المركّبين،

لأنّنا لمّا سمعنا عن كلمة الله،

لم نعتبر أنّه بلا وجود شخصيّ،

فهو لا يكتسب بالتعلّم ولا يُلفظ بالصّوت ولا يتبدّد في الهواء فيختفي،

إنّما هو موجودٌ من حيث الجوهر،

ويملك إرادة حرّة وفعلاً وقوّة كلّيّة.

 

ولمّا تعلّمنا عن الرّوح القدس الذي يرافق الكلمة ويظهر فعله،

لم نعتبر أنّه روحٌ بلا وجود شخصيّ،

لأنّ عظمة الطبيعة الإلهيّة تكون محتقرة،

إذا اعتبرنا أنّ الرّوح القدس يملك وجوداً وكياناً مشابهاً لروحنا،

التي لا كيان ولا وجود لها.

 

القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ