«وَيَهوذا ٱلإِسخَريوطِيّ ذاكَ ٱلَّذي أَسلَمَهُ» «القوت اليومي

 

 

«وَيَهوذا ٱلإِسخَريوطِيّ ذاكَ ٱلَّذي أَسلَمَهُ»

 

"دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر" وأرسلهم لزرع الإيمان، ولنشر بشرى النّجاة والخلاص للبشر في جميع أنحاء العالم. تأمّل مخطّط الله: لم يخترْ حكماء ولا أغنياء ولا نبلاء، ولكنّه اختار خطأة وعشّارين ليرسلهم، خشيةً من أن يكونوا مدفوعين بالمهارات، أو مُشترين بالثروات، أو مُنجذبين إلى نعمته طلبًا للسلطة والشهرة. لقد فعل ذلك لكي يأتي النصر من جوهر الحقيقة، وليس من هيبة الخطاب. 

يهوذا نفسه اختير لسبب معلوم وليس عن غير قصد. يا لها من حقيقة عظيمة لا يستطيع أحدٌ حتّى ولو كان خادمًا عدوًّا من أن يضعفها!

 

ا أجمل طبع الربّ الذي يفضّل أن يتخلّى تجاهنا عن حكمه لا عن حبّه! لقد تحمّل الضعف البشري حتّى أنّه لم يرفض هذا الجانب من الضعف البشري.

 

أراد أن يتخلّى عنه تلميذه وأن يخونه ويسلمه، حتّى تستطيع أنت أيضًا، إذا تخلّى أحد أصدقائك عنك، أو إذا خانك صديق لك، أن تتلقّى بهدوء خطأه في الحكم ورفضه للطفك. 

 

 

القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو وملفان الكنيسة 

 

(نحو 340 - 379)