15 أيلول تذكار القديس ابراميوس الملقّب بشينا «على درب القداسة

 

 

15 أيلول تذكار القديس ابراميوس الملقّب بشينا

 

إنّ البارّ أبراميوس المُلقّب بشينا أي الأمان، كان من بلد أنطاكية رئيسًا على جماعة من اللّصوص، أراد يومًا أن ينهب ديرًا للرّاهبات فتزيّى وأصحابه بزيّ الرُّهبان ودخل الدّير لينهبه فاستقبلته الرّاهبات وقامت إحداهنَّ تغسل رجليه بحسب العادة الجارية عندهنَّ في استقبال الضيوف. وكانت إحدى الرَّاهبات مريضة مُقعدة، فادّهنت بتلك الغسالة فشفيت.

 

فلمّا رأى أبراميوس هذه الأعجوبة وما كان في جوّ ذلك الدّير من صلاح وقداسة، تأثّر جدًّا ومسّت النّعمة قلبه في الحال وعزم على أن يتوب ويرجع عن سيرته الأثيمة. ولساعته أظهر نفسَه للرَّاهبات وأخبرهنَّ عن قصده في دخوله ديرهنّ.

 

وتأكيدًا لذلك أبان لهُنّ عن سيفه المُخبّأ ورمى به بين أيديهنّ إشارة إعطائهنّ الأمان، لذلك لُقـِّـب بشينا أي الأمان. ثمّ ترهّب هو ورفقته وأنهوا حياتهم بأفعال التّوبة والتنسّك. وصار شينا رئيسًا عليهم في الدّير وردّ بإرشاداته عددًا وافرًا من الوثنيّين ورقد بسلام. صلاته معنا. آمين.

 

 

 

وفيه أيضًا تذكار مار ساسين.

 

كان هذا القدّيس أسقفًا على مدينة كوزيكس، قبض والي كوزيكس عليه فاعترف بإيمانه المسيحيّ بكلّ جرأة. فغضب الحاكم وأمره بأن يُضحِّي للأصنام فأبى وأخذ يُبيِّن فساد العبادة الوثنيّة وخرافاتها وأنّ الدّيانة المسيحيّة هي الدّيانة الحقـَّة. فاستشاط الوالي غيظًا وأمر بعذابه فشدّوه إلى خيلٍ غير مروَّضة، حتّى تهشّم جسمه. ثمّ جلدوه جلدًا قاسيًّا، وهو صابر ثابت في إيمانه.

 

فألقوه في السّجن مغلَّلاً بقيودٍ من حديد. ولمّا قام الملك قسطنطين الكبير ونصر الكنيسة وحرَّرها من الإضطهاد، أطلق سبيل الأسقف القدّيس وأرجعه إلى كُرسيه. ولمّا ظهرت بدعة أريوس، انعقد المجمع النيقاويّ الأوّل 325، أخذ ساسين يجادل الأريوسيين ويفحمهم ببراهينه السّديدة. ثمّ رجع إلى كرسيه يُذيع تعليم المجمع النيقاويّ.

 

كان غالايوس عدوًّا لقسطنطين وللمسيحيّين، فقبض على الأسقف ساسين وأنزل به أشدَّ العذابات حتّى انتهت حياته بقطع رأسه نحو السنة 328. صلاته معنا. آمين.