22 آب تذكار الشهيد سيمفوريانوس «على درب القداسة

 

 

 

22 آب تذكار الشهيد سيمفوريانوس

 

 

ولد هذا القدِّيس في أوائل القرن الثاني في مدينة أوتون بفرنسا من أبوين مسيحيّين ربياه على قواعد الدين والآداب وساعدهما على ذلك مرسَلون أتوا من إزمير إلى فرنسا مبشّرين بالإنجيل وقد نزلوا ضيوفاً في بيتهما.

 

وكان قد انكبَّ على درس الكتاب المقدَّس ومنه تلقـَّن أسمى الفضائل التي تعشَّقها ونما فيها منذ حداثته. وكان يذهب إلى قبور المرسَلين الذين استشهدوا في بلاده، ويصلّي طالباً نعمة الإستشهاد نظيرهم.

 

 

وكان الوالي هرقل يطارد المسيحيِّين، وكان مِمَّن استشهدوا في ذلك الإضطهاد القدِّيسان بطرس واسطفانوس أبناء عمّ سيمفوريانوس. لذلك كان يشتاق هو جدّاً إلى الإقتداء بهما. ولم يكن قد ناهز العشرين من عمره.

 

فلمّا كانت سنة 180، التقى بجماعة الوثنيِّين يحتفلون بعيد آلهتهم، فطلبوا إليه أن يضحِّي لها، فرفض بكلِّ جرأة. فصاحوا: إنّه مسيحي، فأجاب: "نعم إنّي مسيحي وأحتقر الأصنام". فقبضوا عليه وأحضروه أمام الوالي هرقل فأمر بضربه وحبسه فاحتمل القدِّيس كلَّ ذلك بصبر جميل وفرح جزيل من أجل المسيح.

 

فأخرجوه من السِّجن وأخذ الوالي يتملّقه ويعده بالوظائف والمال إذا ضحّى للآلهة فلم يحفل بالوعود، بل أخذ يحثّ الوالي على الإيمان بالمسيح. فأمر هذا بقطع رأسه.

 

وبينما كانوا سائرين به إلى محلِّ الإستشهاد، ركضت أمّه أوغوسطا وشقـَّت جماهير الوثنيِّين ومن أعلى السّور هتفت: يا ابني سيمفوريانوس، حيٌّ هو الله الذي تموت لأجله، تشجّع يا عزيزي، تشجّع واذكر الحياة الأبدية. إرفع قلبك إلى السّماء إنّ لك فيها مجدًا لا يزول!... وما زالت تلك الأمّ الباسلة تحرّض إبنها بمثل هذا الكلام، حتى قطعوا رأسه وفاز بإكليل الظفر سنة 180. صلاته معنا. آمين!