24 كانون الأول مقدمة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح «على درب القداسة

24 كانون الأول مقدمة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح

 

 

 

إنّ الكنيسة المقدسة تدعو جميع أبنائها إلى الإستعداد لعيد الميلاد المجيد، لانه فجر أعيادها ومحطُّ آمالها. فتستعدّ له بممارسة افعال التوبة والصيام والقطاعة ورفع الصلوات إلى رب المراحم وإله كل تعزية، ليُشفق على البشرية المتألمة، المضطربة لابتعادها عن الله، كما كانت أيّام بني اسرائيل، اذ قام آشعيا النبي يهتف من أعماق روحه:" أقطري ايتها السماوات من فوق ولتُمطر الغيومُ الصدِّيق، لتنفتح الارض وليُثمر الخلاص ولينبت البرّ" (آشعيا 45: 8).

 

فعلى هذا الرجاء تقيم الكنيسة تساعية استعدادية للميلاد بما فيها من صلوات خشوعية وترانيم شجيَّة، تُثير في النفس روح الإيمان والرّجاء والمحبة وسائر الفضائل المسيحية.

 

ومع أمنا الكنيسة المقدّسة، نرذل ونحرُم جميع الهرطقات التي حامت حول سرّ التجسّد الإلهيّ، ونعتقد بإيمان راسخ، أنَّ الكلمة الأزلي الأقنوم الثاني من الثالوث الاقدس المولود من الآب ميلاداً أزلياً غير منفصل، الذي له وللآب جوهر واحد، هو هو ذاته انحدر من علوّ سمائه ومجده وتجسد في أحشاء سيدتنا مريم العذراء، بقوّة الروح القدس، وصار انساناً مثلنا ذا طبيعتين ومشيئتين كاملتين متحدتين باقنوم واحد: اقنوم الكلمة الإلهي.

 

فعلينا ان نهّيئ نفوسنا ونزيِّن قلوبنا بازهار الفضائل ونطهِّر ضمائرنا بالإعتراف النقي، لكي يحلَّ فينا الكلمة المتجسد، كما حلَّ في حشا والدته العذراء الكلية القداسة. فنتقدم من مائدة الخلاص لنتناوله بالإيمان ونشتاقه بالرّجاء ونتّحد به بالمحبة في هذه الدنيا، فنستحق أن ننعم معه بالمجد الأبدي. آمين.