السلام هو امرأة، يولد من حنان الأمهات «متفرقات

 

 

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح يوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان وفدًا من الـ " American Jewish Commitee " وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال

 

 

 

أن نعزز في الزمن علاقات أخوية هو عطية وفي الوقت عينه دعوة من الله. أيّها الأصدقاء الأعزّاء نحن مدعوون معًا لنبني جوّاً منزليًّا وعائليًّا ونختار بجميع قوانا المحبّة الإلهية التي تلهم الاحترام والتقدير لديانة الآخر. هذه ليست طيبة مفرطة بل هذا هو مستقبلنا.

 

 

 

 

 أريد اليوم، في الثامن من آذار، أن أقول أيضًا شيئًا حول الإسهام الفريد للمرأة في بناء عالم يكون منزلاً للجميع. المرأة هي التي تجعل العالم جميلاً وتحرسه وتحافظ عليه حيًّا. هي تحمل إليه النعمة التي تجعل الأشياء جديدة والعناق الذي يدمج والشجاعة في بذل الذات. السلام هو امرأة. يولد مجدّداً وعلى الدوام من حنان الأمهات ولذلك فإن حلم السلام يتحقق بالنظر إلى المرأة. وبالتالي فإن كنا نهتمُّ للمستقبل وإن كنا نحلم بمستقبل سلام ينبغي علينا أن نفسح المجال للمرأة.

 

 

 

 

 يشكل بالنسبة لي حاليًا مصدر قلقٍ كبير انتشار جوٍّ من الخبث والغضب في أماكن عديدة تتجذّر فيه تجاوزات حقد فظيعة. أفكّر بشكل خاص في التزايد الهمجي للاعتداءات المعادية للسامية في بلدان مختلفة. ولذلك أريد اليوم أيضًا أن أعيد التأكيد على أنّ السهر ضروري إزاء هذه الظاهرة، إذ أن التاريخ يعلّمنا إلى أين يمكنها أن تقودنا أشكال معاداة السامية هذه. أؤكّد مجدّداً أنّ أي شكل من أشكال معاداة السامية يمثّل بالنسبة لأي مسيحي إنكارًا لأصله وتناقضًا قطعيًّا.

 

 

 

 

 في الكفاح ضدّ الحقد ومعادات السامية يشكّل أداةً مهمّةً الحوار بين الأديان، الموجه لتعزيز الالتزام من أجل السلام والاحترام المتبادل وحماية الحياة والحرية الدينية والحفاظ على الخليقة. بالإضافة إلى ذلك يتشارك اليهود والمسيحيون إرثًا روحيّاً غنيّاً يسمح بفعل العديد من الأمور الخيرة معاً. في وقت يتعرض فيه الغرب لعلمنة تسلب الشخصية، على للمؤمنين البحث عن بعضهم البعض والتعاون لجعل الحب الإلهي أكثر مرئيّاً للإنسانية. وللقيام بتصرفات قرب ملموسة لمواجهة نمو اللامبالاة. في عالم تزداد فيه يوميّاً المسافة بين الكثيرين الذين يملكون القليل والقليلين الذين يملكون الكثير نحن مدعوون لكي نعتني بإخوتنا الفقراء والضعفاء والمرضى والأطفال والمسنّين.

 

 

 

 

 في خدمة الإنسانية كما في حوارنا، ينتظر الشباب أن يشاركوا بشكل أكبر راغبين بأن يحلموا ومنفتحين على اكتشاف مُثل جديدة. لذلك أرغب بتسليط الضوء على أهمية تنشئة أجيال المستقبل في الحوار اليهودي المسيحي. إنَّ الالتزام المشترك في مجال تربية الشباب هو أيضاً أداة فعالة لمواجهة العنف وفتح طرق جديدة للسلام مع الجميع. 

 

 

أصدقائي الأعزاء إذ اشكركم على زيارتكم، أتمنى لكم كل الخير في التزامكم في تعزيز الحوار الداعم لتبادل مثمر بين الأديان والثقافات الثمينة جدا لمستقبلنا وللسلام. شالوم! 

 

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.