عظة البابا بمناسبة ختام أعمال السينودوس «متفرقات



عظة البابا بمناسبة ختام أعمال السينودوس


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد الاحتفال بالقدّاس في بازيليك القدّيس بطرس بالفاتيكان مختتمًا الجمعيّة العامّة العاديّة لسينودس الأساقفة. وتخللت الاحتفال الدّيني عظة شدّد فيها البابا على أهميّة الرّحمة مسلّطًا بذلك الضوء على يوبيل الرّحمة الذي سيُفتتح في الثامن من كانون الأول ديسمبر المقبل وأكّد أن أوضاع البؤس والصراع هي بالنسبة إلى الله فرصٌ للرّحمة واليوم هو زمن الرّحمة!


وذكّر البابا المؤمنين بأنّ تلامذة المسيح مدعوّون اليوم إلى وضع الإنسان في حالة اتّصال مع الرحمة التي تخلّص. لذا من الأهمية بمكان أن نعيش على الدوام بروح موجّه نحو الآخرين وحذّر من سراب الروحانيّة، وقال إنّه باستطاعتنا أن نسير في صحارى البشريّة دون أن نرى الواقع الراهن، بل ما نريد أن نراه، وهكذا لا نقبل ما يضعه الرّبّ أمام أعيننا.


وأكّد البابا فرنسيس أنّ الإيمان الذي لا يعرف كيف يتجذّر في حياة الأشخاص يبقى إيمانًا قاحلاً، ويخلق صحارى جديدة. وحذّر أيضًا من نوع آخر من الإيمان ألا وهو الإيمان المبرمج أي عندما نسير مع شعب الله، لكن بعد أن نضع برنامجًا لمسيرتنا هذه، فنعرف أين سنتجه وكم نحتاج من الوقت، وعلى الجميع أن يتقيّدوا بخطواتنا وكلّ شيء خارج عن هذا البرنامج يصبح أمرًا مزعجًا.


بعدها شدّد البابا فرنسيس في عظته على أنّ الرّبّ يسوع يريد أن يشمل الجميع، حتى الأشخاص المهمشين والذين يصرخون إليه. وذكّر البابا المؤمنين بأنّ أعمال الجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة تمحورت أيضًا حول هذا الموضوع وتوجّه إلى آباء السينودس مذكّرًا إيّاهم بأنّ هذه المناسبة سمحت لرعاة الكنيسة بأن يسيروا معًا، لكن لا بدّ من متابعة السّير اليوم على الدرب التي يريدها الرّبّ. ودعا الجميع لأن يطلبوا من الرّبّ أن يمنحهم نظرة تشعّ نورًا، مشدّدًا على ضرورة البحث عن مجد الله ورؤيته في الإنسان الحيّ دون أن نترك التشاؤم والخطيئة يحجبان نظرنا. 


في ختام الاحتفال بالقدّاس في البازيليك الفاتيكانيّة تلا البابا مع وفود المؤمنين كعادته ظهر كلّ أحد صلاة التبشير الملائكيّ، وذكّر الجميع بأنّ الاحتفال بالقدّاس شكّل ختام الجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة حول العائلة.


ودعا الكلّ إلى رفع الشكر لله على هذه الأسابيع الثلاثة الماضية التي تميّزت بالعمل الدؤوب الذي يحرّكه روح من الشّركة الحقيقيّة فضلاً عن الصّلاة. بعدها لفت البابا إلى أنّ كلمة سينودس تعني "السير معًا"، والخبرة التي عاشها الأساقفة خلال الجمعيّة العامّة تعكس خبرة سير الكنيسة الكاثوليكيّة مع عائلات شعب الله المنتشر في أنحاء العالم كافّة. وأكّد أنّ الله يرغب في السّير معنا، كما جاء في سفر النبيّ إرميا، أي أنّه يريد أن يقوم بـ"سينودس" معنا، وحلمه كان على الدّوام أن يشكّل شعبًا ويجمعه ويقوده صوب أرض الحريّة والسّلام.


أشار البابا إلى أنّ هذا الشعب مؤلّف من العائلات، من النساء الحوامل أيضًا، إنّه شعب يتابع دورة الحياة خلال مسيرته ويباركه الله. وتابع البابا مؤكّدًا أنّ شعب الله لا يستثني أبدًا الفقراء والمعوزين، بل على العكس إنّه يشمل هؤلاء، إنّه "عائلة من الأسر"، حيث لا يُهمّش من يواجه الصّعوبات والمشاكل، بل يتمكّن من السير إلى جانب الآخرين، وهذا ما يعلمنا إيّاه الرّبّ الذي صار فقيرًا مع الفقراء وصغيرًا مع الصغار، وأخيرًا مع الأخيرين. لأنّ هذه كانت الطريقة الوحيدة لخلاص الجميع.


بعدها قال البابا فرنسيس إنّ نبوءة الشّعب السّائر تُعيد إلى ذهنه صور اللاجئين السّائرين على طرقات أوروبا، وهو واقع مأساويّ في زماننا الحاضر، وأكّد أنّ هذه العائلات المتألّمة كانت حاضرة أيضًا في السينودس من خلال الصّلوات، وأصوات بعض رعاتها المشاركين في الأعمال. وهؤلاء الأشخاص الباحثون عن الكرامة وهذه العائلات الباحثة عن السّلام ما تزال معنا، والكنيسة لن تتخلى عنهم، لأنّهم جزء من الشّعب الذي يريد الله أن يعتقه من العبوديّة ويقوده نحو الحريّة. هذا ثم وجّه البابا كالعادة تحياته إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكلّ أحدًا سعيدًا وغداءً شهيًّا!



إذاعة الفاتيكان.