كلمة البابا إلى كهنة أبرشية كريتيل «متفرقات

 

 

 

 

إستقبل البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الاثنين في قاعة كلمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان كهنة أبرشية كريتيل الفرنسية.

 

 

 

وجّه البابا لضيوفه المائة خطابًا استهلّه مرحبًا بهم ومعربًا عن سروره للقائهم خاصًّا بالذكر أسقف الأبرشية المطران سانتييه وعبّر عن قربه من جميع أبناء الأبرشية الفرنسية. بعدها قال فرنسيس إنه يرفع الشكر لله لأنه اختار هؤلاء الكهنة كي يخدموا الإنجيل، ويكونوا وسط شعبه مدبرين أمناء لأسرار المسيح.

 

 

 

 

هذا ثم لفت البابا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تواجه رياحًا معادية في هذا الزمن الذي نعيش فيه، والسبب يعود إلى الأخطاء الخطيرة التي ارتكبها بعض أعضاء الكنيسة. وذكّر الكهنة بأن الله الذي دعاهم لخدمته لا يطلب منهم أن يتحولوا إلى أبطال أسطوريين، فلا بد أن يُدرك الكهنة أنهم رجال غُفرت لهم خطاياهم ليصيروا رعاة لجماعة المؤمنين على غرار الرب الذي صلب ومات وقام من الموت.

 

 

 

 الكاهن مدعو للشهادة لقوة القيامة في عالمنا المجروح، كما أنه يتعيّن على الكهنة أن يسيروا قدمًا في درب القداسة ويساعدوا تلاميذ الرّبّ على الاستجابة للدعوة التي نالوها في سر العماد، ليكونوا كلهم رسلاً وشهودًا لفرح الإنجيل. وكان هذا الموضوع محور السينودس الأبرشي الذي أقامته أبرشية كريتيل في العام 2016.

 

 

 

تابع البابا فرنسيس كلمته مشجعًا الكهنة على عدم الخوف من النظر إلى جراحات الكنيسة، مذكرًا بضرورة التوجّه إلى الرّبّ يسوع لأنه وحده قادر على مداواة هذه الجراح، وذكر بضرورة إيلاء اهتمام خاص بالعديد من الأخوة الذين يعيشون بدون القوة والنور والعزاء النابع من الصداقة مع الرب يسوع، وبعيداً عن جماعة من المؤمنين تستضيفهم ويفتقرون إلى معنى الحياة، حسبما جاء في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل. وحثّ البابا الكهنة على أن يطلبوا بإصرار من الروح القدس أن يوجّههم ويقود خطاهم وينيرهم ويساعدهم في القيام بخدمتهم، كي تصير الكنيسة مُحبّة ومحبوبة، كما كانت تقول المكرّمة مادلين دلبريل.

 

 

 

 

هذا ثم أشار البابا إلى أن الكهنة يقومون بزيارة حج إلى روما ويتباحثون خلال هذه المناسبة في كيفية إعادة إطلاق رعوية الدعوات إلى الحياة الكهنوتية والمكرسة. ولفت إلى أن الطريقة التي يعيش فيها هؤلاء الكهنة تساهم في جذب الشبان إلى الحياة المكرسة والاستجابة لدعوة الله لهم.

 

 

وشجّع فرنسيس ضيوفه على إبقاء الأنظار مشدودة نحو الرّبّ، وتنمية العلاقة التي تربطهم به من خلال الصلاة الشخصية والإصغاء لكلمة الله والاحتفال بالأسرار وخدمة الأخوة. كما لا بد من العمل على تنمية وتعزيز نوعية الحياة الأخوية بين الكهنة ووسط الجماعات. وبهذه الطريقة يصير الكهنة شهودًا لهذا الرّجاء الذي لا يخيّب، على الرغم من الصعوبات والمتاعب اليوميّة، ويُظهروا للجميع أن تكريس الحياة لخدمة الإنجيل والأخوة يشكل مصدر فرح لا يمكن لأحد أن يسلبه منّا.

 

 

في الختام حثّ البابا ضيوفه على عيش الفرح الذي يترسّخ من خلال علاقة الصداقة مع الرّبّ، والإعتناء المستمر بالآخرين لاسيّما الأشخاص الأشد فقرًا وعوزًا. وطلب من الكهنة أن يتركوا الروح القدس يبدّلهم ويجددهم كي يتعرفوا على الكلمة التي يريد الرّبّ توجيهها إلى هذا العالم من خلال حياة الكهنة وخدمتهم، ثم أوكَلَ البابا فرنسيس ضيوفه إلى رعاية الله، ومنح بركاته لهم ولجميع مؤمني أبرشية كريتيل وطلب منهم أن يصلوا من أجله.  

 

 

إذاعة الفاتيكان.